الأم إيرينى من اسرة مسيحية تقية مملوءة بنعمة يسوع المسيح فوالدها رجل
تقي ووالدتها أم بارة تعمل الخير وتساعد المحتاجين، فهي كانت تأخذها معاها
منذ طفولتها إلي الكنيسة لحضور القداسات وهذه القداسات كانت يشارك فيها
الآباء السواح.. وجدها كان يصطحبها وهي في الحادية عشرة من عمرها معه في
عمل الخير عندما كان يذهب إلي بيوت المحتاجين والفقراء كي يعطيهم من عطايا
الرب. واختها الام تريفينا وابنة أختها واثنين من عمات تماف ايريني
صاحب
الدير هو الذي اختارها عندما ظهر لها أبوسيفين وقال لها «أنا عوزك في
ديري» فقالت له «انا معرفكش انت مين» (لأن في ذلك الوقت لم يكن الصعيد علي
دراية بالقديس فلوباتير ماركريوس).فقال لها «أنا فلوباتير ماركريوس وتعالي
هاوريكي ديري، فأخذها القديس في لحظة واحدة إلي مصر القديمة وقال لها أنا
عاوزك في المكان ده وقال لها اسألي أبونا اللي عندكم في البلد وهو هيقولك
مين هو فلوباتير ماركريوس».
كثيراً كانوا يبحثون عنها داخل الدير ولم
يجدوها فكان يسمح لها رب المجد الانتقال بجسدها إلي أماكن كثيرة متفرقة
لبعض الوقت فأنا أتذكر قصة واحد اسمه عم حنا، كان عنده مشكلة قضية رأي عام
وكان موقفه في هذه المشكلة صعب جداً فجاءت للدير زوجته وابنته لمقابلة
تماف ايريني وهما في حالة انهيار لأنه مهدد بالسجن وعند مقابلتها تكلمت
معهما وبعثت لهما الهدوء والطمأنينة والسلام وقالت لهم «متخفوش هيطلع
براءة» بس خدوا الزيت ده وخلوه يدهن منه.
فمنذ ذلك الوقت جمعتهما صداقة قوية جداً وأصبح لها شفيع وتمجد اسم الله معهم.
ذكرت
جريدة وطنى بتاريخ 5/11/2006م السنة 48 العدد 2341 حيث كتب الأستاذ فيكتور
سلامة : " الأم إيريني نعود بالذاكرة لقصة ترجع إلي
عام1954 يوم كان أبونا مينا البراموسي-البابا كيرلس
السادس فيما بعد-أبا لاعتراف راهبات الدير, وإذ به
يخبر الأم كيرية رئيسة الدير وقتئذ أن الراهبة إيريني
سيستصبح فيما بعد رئيسة للدير , وتلقت-يومها-الأم كيرية
الحديث بدهشة,فالراهبة إيريني أصغر راهبات الدير وآخر من
انضمن إليه...ومضت الأيام والقمص مينا البراموسي تختاره
العناية الإلهية ليصبح بطريركا,وبيده الطاهرة يقوم يسيامة
الأم إيريني يسي رئيسة علي دير أبي سيفين للراهبات في
عام1962...وظلت الأم إيريني علي امتداد الأيام والسنين
تخدم بغيرة حارة فشهد الدير في عهدها عمرانا,والحياة
الرهبانية نموا,ومحبو المكان عاينوا بركة,إلي أن أراد
الله أن يريحها من أتعاب العالم وينقلها إلي المجد
المعد لها...وهو ما عبر عنه نيافة الأنبا رافائيل
الأسقف العام لكنائس وسط القاهرة في كلمته يوم وداعها.
**قال
نيافة الأنبا رافائيل:أمنا إيريني تمثل قيمة عظيمة في
الكنيسة القبطية...وهي الآن تحصد الأكاليل التي يكللها
بها الله بيد الملائكة...في التسبحة نقولأيتها
العذاري,أحببن الطهارة,لكي تصرن بنات للقديسة مريم..وهي
لمحبتها للبتولية والطهارة صارت ابنة مخلصة للعذراء مريم
متمثلة بالقديسة الشهيدة دميانة,فكما جمعت القديسة دميانة
حولها نبات عذاري صرن تلميذات لها,هكذا فعلت أمنا
إيريني...
وأمنا إيريني لم يكن جهادها فقط في الجهاد
الروحي,لكن جسدها أضناها بأتعاب كثيرة وأمراض عديدة
لأكثر من خمسة وعشرين عاما فاحتملت المرض شاكرة وأما
فاضلة,فأخذت إكليل النصرة والاحتمال في جهاد
الجسد...وإكليل جهاد النفس,ولأنها رئيسة للدير تقع
عليها مسئوليات كثيرة جدا وقد احتملت كل هذا...أيضا
أخذت إكليل حسن التدبير,فهذا الدير بكل ما فيه من
العمران الروحي والمعماري يدل علي مقدار تعبها في
التدبير,ولها أبناء وأصدقاء في كل مكان تمتعوا بإرشادها
وصلواتها وكلماتها المملوءة بالتعزية والتشجيع...لها لمسة
في قلوب الكثيرين من الآباء الأساقفة والآباء الكهنة
والرهبان والراهبات والشعب...والآن نودعها إلي صفوف
السمائيين حيث تشترك معهم في التسبيح الذي لا
ينقطع,فلقدصعدت إلي السماء حيث المجد الأبدي.
الأنبا
سلوانس وهو يلقى نظرة الوداع :الأم إيريني مصدر بركة كبيرة
لمصر القديمة وحبها لأبو سيفين كحب البابا كيرلس لمارمينا
ودعت
الكتيسة والشعب القبطي يوم الخميس 2/11/2006م تماف إيريني
رئيسة دير الشهيد العظيم أبو سيفين للراهبات بمصر
القديمة بعد حياة رهبانية قدمت فيها الكثير من الخدمة
الروحية والمجتمعية واحتلت مكانة عظيمة في الكنيسة القبطية
, وفي قلوب كل من عرفها وتعامل معها لبساطتها ووداعتها
عطاءها للجميع ومبادئها السامية وأفكارها البناءة.
أقيمت
صلاة الجنازة بكنيسة دير أبو سيفين بمصر القديمة ,
وأوفد قداسة البابا شنودة الثالث نيافة الأنبا رويس
الأسقف العام الذي حضر من أمريكا خصيصا حيث كان يرافق
قداسته في رحلة العلاج,وشارك في الصلاة عشرة من
أساقفة الكنيسة وعدد كبير من الآباء الكهنة والرهبان
والراهبات وأراخنة الكنيسة.
حضر الصلاة ماجد جورج وزير
الدولة لشئون البيئة,واللواء سعيد سيدهم مدير مباحث
القاهرة نائبا عن وزير الداخلية.
يذكر أن الأم
إيريني كانت تواجه المرض منذ سنوات طويلة,وقد اشتد
عليها في الأيام الأخيرة,وظلت متحاملة بصبر وإيمان كامل
إلي أن شاء الله لانتقالها مساء الثلاثاء الماضي أثناء
أقامتها بالمستشفي , وقد نقلت إلي الدير بعد إعلان خبر
وفاتها , وأتيح للآلاف أن يلقوا نظره الوداع لي جسدها
المسجي داخل كنيسة الدير إلي أن أقيمت صلاة الجنازة
ودفنت في مقبرة أعدت خصيصا داخل الدير."
**..وكان
قداسة البابا شنودة الثالث-الذي يكن لها محبة خاصة -
يتابع أخبارها في الأيام الأخيرة لمرضها أثناء وجوده في
أمريكا للعلاج,وتألم لانتقالها وأوفد للمشاركة في صلاة
الجنازة صاحب النيافة الأنبا رويس الأسقف العام الذي
كان يرافق قداسته في رحلة العلاج...حضر الصلاة المهندس
ماجد جورج وزير البيئة,واللواء سعيد سيدهم مدير مباحث
القاهرة-نائبا عن وزير الداخلية-كما شارك لفيف من
أحبار الكنيسة الآباء الأساقفة,ورؤساء ورئيسات
الأديرة,وعدد كبير من الرهبان والراهبات والآباء الكهنة
والشمامسة وخورس الكلية الإكليريكية.
**كان جسد الأم
إيريني قد وصل من المستشفي الذي كانت ترقد فيه إلي
الدير في العاشرة والنصف من مساء الثلاثاء الماضي بعد
ساعتين من صعود روحها الطاهرة فاستقبلته بناتها الراهبات
بحزن شديد وإيمان وتسليم كامل,وصعدن به إلي كنيسة
الملاك ميخائيل بالدور العلوي حيث تم وضع الجسد في
الصندوق وحملنه إلي كنيسة أبو سيفين بالدور
الأرضي,وأمضين الليل كله في تسابيح وصلوات...وبعد صلاة
باكر والقداس الإلهي فتح الدير أبوابه حيث توافد الألوف
من محبيها وانتظموا في طابور للمرور أمام جسدها
لوداعها...واستمر طابور الوداع إلي ساعة متأخرة من مساء
الأربعاء وامتد إلي ما بعد أسوار الدير...واستمرت
الراهبات في التسبيح حتي صلاة باكر حيث حملن الجسد
إلي كنيسة السيدة العذراء ووضعوه أمام المذبح حيث رفعت
صلاة القداس الإلهي التي أقامها أصحاب النيافة الآباء
الأساقفة الأنبا أرسانيوس أسقف المنيا وأبو قرقاص,والأنبا
رويس الأسقف العام,والأنبا ميصائيل أسقف برمنجهام
بإنجلترا,والأنبا أغاثون أسقف البرازيل,واشترك معهم لفيف
من الآباء الكهنة والرهبان,وحضرها كل راهبات
الدير,والكثير من محبي الأم إيريني الذين نالوا بركة
وداعها بعد القداس.
**داخل كنيسة السيدة العذراء
بحديقة الدير-التي شيدتها الأم إيريني بعد رؤية ودعوة
إلهية لبركة المكان-أقيمت صلاة الجنازة التي شارك فيها
أصحاب النيافة الأنبا متاؤس أسقف ورئيس دير
السريان,والأنبا تادرس أسقف بورسعيد,والأنبا سلوانس أسقف
مصر القديمة,والأنبا رافائيل أسقف وسط القاهرة,والأنبا
مارتيروس أسقف كنائس شرق السكة الحديد,والأنبا كيرلس
آفامينا رئيس دير مارمينا...وفي خورس الكنيسة اصطف
بناتها الراهبات وأبناؤها محبوها في صمت يغلفه حزن
عميق...وبينما كانت رائحة البخور تعبق المكان,وصلوات
وتسابيح الآباء الأساقفة والكهنة والشمامسة تنطلق في
روحانية عميقة من القلوب الخاشعة...كان موكب بناتها
الراهبات يمر حول جسدها المسجي أمام المذبح المقدس
يلتمسن بركتها ويودعنها بكل ما يحملن لها في قلوبهن
من محبة فياضة...وفي لحظة مؤثرة انهمرت فيها الدموع
أغلق الصندوق,وتقدمت بناتها الراهبات تحملنه علي أكتافهن
ويطفن به الكنيسة يتقدمهن خورس الشمامسة والآباء
الكهنة,في موكب مهيب يطوف الكنيسة,ويخرج عبر طريق
طويل ازدان بالورود البيضاء إلي المدفن الذي أعد بجوار
حجرة المعمودية ليبقي مزارا وسط الدير للبركة ولتذكير
المقيمين في الدير ومرتاديه بتعاليم المحبة والسلام التي
زرعتها الأم إيريني في قلوبهم...وتواري الجسد الطاهر
داخل القبر...ولكن سيرتها العطرة ستبقي إلي مدي الأيام
وشفاعتها ستبقي بركة لكل المؤمنين.
************************
تدافع
الآلاف من الأقباط نحو دير أبو سيفين يوم الأربعاء
الماضي ليودعوا بنظرة أخيرة الأم(تماف) إيريني رئيسة
دير أبو سيفين للراهبات بمصر القديمة مصطحبين أولادا
وبنات يؤمنون أنهم رزقوا بهم ببركة صلوات أمنا إيريني
بعد أن فقدوا الأمل في الإنجاب,ومعظم هذه المعجزات
بالإضافة إلي معجزات شفاء لاحصر لها مسجلة في سبعة
أجزاء من الكتب التي أصدرها الدير في أعياد أبو سيفين
ومن المنتظر في عيده القادم في 4 ديسمبر أن يصدر
الجزء الثامن من المعجزات مع كتاب شامل عن حياة أمنا
إيريني.
ملاك السماء
وفي حديث مع نيافة الأنبا
متاؤس رئيس دير السريان وأسقف عام كنائس مصر القديمة
سابقا الذي كان ضمن المشاركين في الصلاة علي جثمان
أمنا إيريني وحول أهم ما يعرفه عنها قال:نالت تماف
إيرني عدة أكاليل هي البتولية,والجهاد والعبادة والتدبير
والاحتمال.
وتلمذت الأم إيريني رئيسات لأديرة أخري
عديدة منهن الأم يوأنا المتنيحة رئيسة دير مارجرجس مصر
القديمة,والأم إدروسيس الرئيسة الحالية لدير الأمير تادرس
بحارة الروم مع العلم بأنه يوجد في مصر ستة أديرة
للراهبات.
وتم العديد من الإنجازات في فترة رئاستها
للدير حيث توسعت في مباني الدير وضمت أراضي إليه وتم
تعميره وإنشاء قلالي للراهبات كذلك تم إنشاء دير أبو
سيفين في سيدي كرير ومزرعة للدير بالقناطر.
مبتسمة دائما
كل
من عرف الأم إيريني وتعامل معها عرف كم كانت بشوشة
الوجه محبة تعطي طمأنينة وراحة وتعزية لكل من يتحدث
معها..حدثنا الراهب كيرلس الأنطوني وكان قد شارك في
الصلاة يوم الخميس الماضي في الدير علي جثمانها الطاهر
وقال:
كنت ممن خدموا في إنشاءات الدير في السبعينيات
حيث عملت مهندسا قبل دخولي في سلك الرهبنة وكانت الأم
إيريني مثالا للمحبة وبشاشة الوجه ورغم معاناتها من
السرطان والعلاج الكيماوي بالخارج إلا أنها تحملت صليب
المرض حيث كانت كفاءة القلب عندها حوالي 16% وتجمعت
مياه علي الرئة ولكن لم يمنعها كل هذا من لقاء زوار
الدير خاصة في أعياد أبو سيفين حتي آخر عيد له حيث
كانت تجلس في حديقة الدير وتسرد معجزات أبو
سيفين,وكانت علاقتها قوية بالعذراء مريم وببركة صلواتها
هناك العشرات بل المئات من الأسر كانت محرومة من
الإنجاب وأنجبت بعد سنوات من المعاناة والعلاج,وكل هذا
مدون في كتب المعجزات التي أصدرها الدير.
لاقت في
البداية العديد من المضايقات عند بناء دير آخر في
سيدي كرير ولكن استطاعت أمنا إيريني ببركة الصلاة أن
تنهي كل المشاكل والمضايقات حتي أن اللواء يسري الشامي
شارك من ماله الخاص في نفقات بناء الكنيسة.
معرفة وثيقة
كان
اللقاء مع المهندسة ماري عبد الملك زوجة القس برسوم
فريد راعي كنيسة أبي سيفين الأثرية بمصر القديمة
والمتاخمة لدير أبي سيفين للراهبات وهي أيضا أخت القمص
متي عبد الملك راعي كنيسة القديسة دميانة بالهرم,وحول
علاقتها بالأم إيريني وأسرتها قالت: نحن علي صلة وثيقة
بأسرة أمنا إيريني وهي الشقيقة الخامسة لأربع بنات
إحداهن راهبة الآن في دير أبو سيفين وهي أصغر من
أمنا إيريني (الأم تريفينا) ولها ابنة أخت راهبة في
الدير,وكان للأم إيريني عمتان راهبتان في الدير قبل
رهبنتها.
حضرت الأم إيريني إلي القاهرة وكان عمرها 17
عاما وأخذت تتردد علي الدير بدعوة من أبو سيفين الذي
أرشدها إلي ديره,وتمت رسامتها علي يد البابا كيرلس
السادس وسنها 20 عاما..وبعد وفاة والديها حضر إخوتها
إلي القاهرة وأقاموا بسكن قريب من الدير قرب منطقة
الزهراء,وهي من عائلة يسي الطرابيشي من جرجا بسوهاج.
منذ
عشر سنوات كانت الأم إيريني تجلس بعد القداس كل يوم
جمعة في حديقة الدير وتلقي كلمة روحية علي زوار الدير
ثم تقوم برشمهم بالزيت واستمر في هذا التقليد لمدة
ثلاث سنوات (توقف هذا منذ 7 سنوات تقريبا) واقتصرت
لقاءاتها في أعياد أبو سيفين وكان آخرها في 31 يوليو
هذا العام حيث جلست في حديقة الدير وكانت تسرد علي
الزوار المعجزات التي تمت بشفاعة أبو سيفين.
وأضافت
أنه من المعجزات التي سمعتها منها شخصيا أنها واجهت
صعوبة شديدة في إدخال المرافق للدير في سيدي كرير
وكانت تقيم صلوات من أجل هذا الموضوع,وفي هذه الفترة
كانت تأخذ علاجا كيماويا عند طبيب في أمريكا,وكان
الطبيب يعرف المعوقات التي تواجهها في استكمال مرافق
الدير,ويشاء الله أن يذهب شخص يشغل منصبا سياسيا
رفيعا لإجراء جراحة في أمريكا عند الطبيب,وبعد الجراحة
الناجحة طلب من الطبيب أن يقوم له بأية خدمة في مصر
فتذكر الطبيب موضوع دير سيدي كرير,وكان مطلبه من هذا
المسئول تسهيل إجراءات البناء,وبالفعل تم إنهاء جميع
المشاكل واستكملت المرافق بسلام.
الأم إيريني أصبحت
رئيسة للدير عام 1962 ووصل عدد الراهبات في عهدها إلي
أكثر من مائة راهبة,وكانت تنتقي الراهبات الحاصلات علي
أعلي مستوي تعليمي منهن المهندسات والطبيبات وفي شتي
التخصصات وتقضي الفتاة تحت الاختبار داخل الدير مدة
ثلاثة سنوات.
وتماف إيريني تعطي فرصة للفتاة قبل
رسامتها للرهبنة للتفكير والتراجع إن أحبت أن تخرج
وتتزوج لأن ابنة أخي ضمن 15راهبة كن آخر من قامت
أمنا إيريني برسامتهن منذ ثلاث سنوات في الصيام الكبير
عام 2003
تقليد أصيل
رغم الحزن الشديد الذي خيم علي
جنبات المكان إلا أن تقليد فتح أبواب الدير لأهالي
الراهبات يوم الجمعة الأولي من الشهر استمر.
كلمات من نور
ومن
كلمات المناجاة إلي الله التي كتبتها أمنا إيريني في
مقدمة الجزء الأول من كتاب معجزات الشهيد العظيم
فيلوباتير مرقوريوس أبو سيفين أحببتني قبلا حتي بذلت
ذاتك عني,وقفت عاليا فوق الجبل العالي جبل الجلجثة
فاتحا ذراعيك علي عود الصليب مثبتا نظرك نحوي..لقد
دفعت الثمن كاملا حتي إذا مارفعت عيني إلي الجبال أري
كل شيء وأدرك جميع ما تريدني أن أدرك..أنر
عيني..أمسك يميني..ثبتني فيك إلي الأبد لأخبر بتسبيحك
وأعمالك لجميع الأمم
تاماف إيرينى كانت قديسة و تعلم بأحداث
قبل و قوعها و الدليل على ذلك الرؤية التى شاهدتها يوم 23 يوليو 1999 حيث
رأت شهداء حادثة أتوبيس خدام كنيسة مارجرجس هليوبوليس و هم منطلقون إلى
السماء فى حلل بيضاء و اكاليل ذهبية حاملين الشموع و ذلك أثناء وقوع
الحادثة تماماً و قبل معرفة الخبر...
*******************************
[]وفى
مقالة بعنوان " شهود علي تماف إيريني حب أبي سيفين..سر آلاف
المعجزات " تحقيق الأستاذ :فيكتور سلامة نشرت فى جريدة وطنى بتاريخ
12/11/2006 م السنة 48 العدد 2342 قال القمص توما البراموسي أب
اعتراف الراهبات..ومنذ أن كلفه قداسة البابا شنودة
الثالث بهذا في فبراير 2003 وهو يلتقي بالأم تماف
إيريني في اعترافاتها,كان قريبا منها لأكثر من ثلاث
سنوات عرف خلالها الكثير عنها..عن هذا الكثير قال:
**
كانت إنسانة علي درجة عالية من الروحانية لاتنقطع عن
الصلاة حتي وهي في أشد الآلام..كان حبها عميقا للصلاة
والقديسين وخاصة أبي سيفين إذ كانت تتحدث عنه كصديق
وأخ وأب,وكانت تحب الصليب,وطلبت من ربناصليب المرض
وحقق لها طلبها..وكانت أسعد أيام حياتها عندما يشتد
عليها المرض,وعندما كنت أقول لها ربنا يشفيك كانت
تسرع في الرد وكلماتها تسبق كلماتي قائلة ربنا يعطيني
السماء.
** كانت أمينة جدا في خدمة بناتها,وخدمة
الدير,وتحبهن من كل قلبها,وتلتمس الأعذار لأي خطأ
منهن,وتبحث عن راحتهن.
** كانت محبة للناس,شفوقة
علي الفقراء,تعطي بسخاء,ومن عطائها أنها كانت تعد
وجبة كل أسبوع للمسجونين وفقراء المنطقة,وكانت كريمة
جدا في عطائها فكانت الوجبات التي تعدها لهم أحسن من
وجبات الدير.
** كانت تمتاز بعزة النفس,فلم تطلب
من أحد أي شيء للدير مهما كان احتياجها...ولم تكن
تطلب أي معاونة أو مساعدة من أحد إلا إذا قدمها من
تلقاء نفسه وبإلحاح,وكانت ترفض أن تأخذ أي مبالغ في
يدها,وعلمت بناتها هذا أيضا,وخصصتصندوقا متحركا يقدم
لكل من يريد أن يدفع مالا ليضع بنفسه عطاياه في
الصندوق.
** كانت تمتاز بنقاء القلب والطهارة وتواظب
علي الاعترافات,وعندما كنت أذهب يوم الخميس من كل
أسبوع لإقامة قداس بالدير وأخذ اعترافات الأمهات
بالتناوب-مرة كل شهر- كانت تتقدم للاعتراف كل
أسبوع,وعندما حدثتها في هذا وطلبت منها أن تكون
اعترافاتها كل شهر كالراهبات,قالت ليالمفروض الرئيسة يكون
اعترافها كل يوم مش كل أسبوع..كانت تخاف الله في كل
شيء.
** كانت إنسانة راهبة يظهرالنسك في
حياتها,فقلايتها بسيطة جدا,وكانت توفر للأمهات كل وسائل
الراحة في قلاياتهن..لم يكن لها مكتباوكان في
قلايتهامنضدة صغيرة تكتب عليها..وكانت تنام علي الأرض
وفي الأيام الأخيرة من حياتها وضعوا لها سريرا طبيا
لظروفها الصحية.
إنجيل باكر
* القمص بيشوي ناروز
وكيل مطرانية قنا كان هو وأسرته في صفوف
المودعين..جاءوا ليأخذوا بركة وداع حبيبتهم الأم تماف
إيريني..بعد القداس الإلهي..قال:
** سمعت الآية في
إنجيل باكركانت قوة تخرج منه وتشفي جميع الذين يلمسونه
وكأن رب المجد يسوع المسيح أراد أن يحدثنا في يوم
انتقالها عن عظمة أعمالها,فما أكثر المرضي الذين جاءوا
يطلبون الشفاء,فكانت بقوة إيمانها ومحبة القديس أبي
سيفين تشفي الناس وتفرحهم.
** عرفت تماف إيريني في
السبعينيات عندما كنت آتي إلي الدير مع المتنيح الأنبا
مكاريوس-أسقف قنا- وكان أب اعترافها واعتراف كل أمهات
الدير..كان الأنبا مكاريوس قديسا,ولكننا عندما كنا نجلس
مع الأم إيريني كنانشعر بقوة روحية تملأنا وكأننا نجلس
في أورشليم السماوية..كنا نري فيهاطاقة نطل منها علي
الأبدية..ونشعر بعزاء فائق وفرح وسلام عجيب بمجرد دخول
الدير.
** أية مشكلة كانت توضع بين يديها وتصلي
لأجلها كان لابد أن تحل...عن تجربة أولادي تعرضوا
لمشاكل صحية ودراسية واجتازوها بصلوات أمنا إيريني..ومهما
كانت متعبة ومثقلة كانت تقابل الكل وتتحدث إليهم في
عذوبة ورقة وأمومة ولاتترك أحدا يعود إلا وهو فرحان
ومسرور.
جاذبية المحبة
* الدكتور إيهاب فلتاؤس من
أبناء الأم إيريني المقربين إليها..كان يشرف مع المحبين
علي تنظيم مراسم وداعها..حكي عن بعض الجوانب في حياة
الأم إيريني قائلا:
** اقتربت منها منذ أكثر من
عشرين عاما,ومن كان يقترب منها لايستطيع أن يبتعد
عنها,كانت تجذبنا إليها بمحبة قلبها الكبير وبحنان
الأم..كانت أما حنونة علي الجميع..إنها طراز نادر في
هذا الزمن لإنها كانت حاملة رسالة من عند الله..وكنت
ألجأ إليها في الكثير من المواقف فكانت بصلواتها تحل
كل المشاكل,حتي أصبحت لا أتردد في اللجوء إليها في
كل كبيرة وصغيرة في حياتي..وما حدث معي حدث مع
آخرين كثيرين,رأيت بعيني وسمعت بأذني عن آلاف الحالات
لمرضي كانوا بلا أمل في الشفاء حدثت معهم معجزات
وسجلوها في الدير بتقارير طبية قبل المعجزة
وبعدها..وكانت تماف إيريني تنسب كل المعجزات إلي القديس
أبي سيفين,وفي الحقيقة أن تماف وأبي سيفين كانت
تربطهما علاقة قوية جدا,ولكننا في المسيحية لانعلن عن
قديسينا أثناء حياتهم,وقد صدر حتي الآن سبعة أجزاء من
كتب تحمل الآلاف من المعجزات.
** في الأيام الأخيرة
من حياتها كانت تتحامل علي نفسها رغم شدة آلام المرض
وتقابل أولادها خاصة إذ ما أحست أن أحدهم يواجه مشكلة
تحتاج إلي صلوات.
مفاجأة البركات
* المعلم إبراهيم
جرجس جريس صاحب شركة مقاولات معروف بمحبته للآباء
والأديرة,فلم يكن مفاجأة أن أراه مبكرا في دير أبي
سيفين..المفاجأة كانت فيما حكاه عن الأم إيريني..قال:
**
أعرفها منذ أكثر من 25 سنة..وكات سبب بركة كبيرة في
حياتي وأعمالي..وأخذت بركة الاشتراك في تعمير دير أبي
سيفين وإنشاء مبان جديدة وسكن للراهبات وكنيسة وسور
للدير..وكانت كل الأعمال تمضي في سهولة غير عادية
وكنا نلمس بركة المكان..كانت دقيقة ومنظمة وتلفت
الأنظار في محبة دون أن تتدخل في عمل أحد..ومحبتها
وبركتها جذبت الكثيرين للعمل من كل التخصصات.
**
عندما شرعت في بناء دير للراهبات في سيدي كرير أخذت
بركة العمل معها هناك..أذكر عندما بدأنا العمل هناك
بعد عيد القيامة-أبريل 1987- كنت أتوقع أن يستغرق هذا
العمل سنوات لأننا لانستطيع أن نعمل في هذا المكان
إلا في شهور الصيف فقط..ولكن فيما يشبه المعجزات كان
كل شيء يتم بسرعة غريبة..ولايصدق أحد- حتي أنا لم
أصدق نفسي- أن ينتهي بناء وتشطيب وتأثيث الكنيسة في
شهرين فقط وهو عمل يستغرق عادة أربع سنوات..ولا أنسي
أبدا هذا اليوم -17 أكتوبر 1987- أثناء قداس تدشين
الكنيسة ظهر القديس أبو سيفين..وتمجد اسم الرب,وعرف
الجميع سر بناء الكنيسة في 60 يوما..وأحمد الله علي
أنني أخذت بركة هذا العمل,وبركة العمل مع أمنا
إيريني,وهي بمحبتها الكبيرة لن تتركنا أبدا
**************************************
النعى الذى نشر فى جريدة المصرى بأستراليا 3/11/2006 م
إنتقلت إلى احضان القديسين
الأم القديسة
إيرينى يسى خلة
رئيسة دير أبى سيفين العامر للراهبات
ابنة
المرحوم الخواجة يسى خلة والمرحومة جنفيف متى الفيزى وشقيقة كل من الأم
الراهبة تريفينا بدير أبى سيفين والمهندس جرجس زوج الصيدلانية لوسى
والمرحوم المهندس عزت زوج السيدة منى والسيدة فايزة زوجة المرحوم المهندس
بولس والسيدة فايقة زوجة المهندس مرقص والسيدة فوتنيه زوجة المحاسب فخرى
وعمة كل من المهندس مينا والانسة جينا والصيدلانية سوزى وايرينى بجامعة
م.أس.آ. والمهندس فيلوباتير والاقتصادية جنفياف ويسى بالجامعة الأمريكية
وبيشوى بالجامعة الكندية وخالة كل من المهندس جورج زوج السيدة جينا
والراهبات ارسنيا واغابى بدير ابى سيفين والدكتورة ايرينى زوجة المرحوم
الدكتور نشأت والمهندسة منيرفا زوجة الدكتور مجدى بأمريكا والدكتورة
فيوليت زوجة المهندس ونيس والمحاسبة ثناء زوجة الدكتور سامى والدكتورة
امانى والمحاسبة ايمان والمحاسبة حنان زوجة المحاسب اسامه والانسه كريستين
وبنت شقيقة الأم صوفى بدير ابى سيفين والأستاذ نعيم وكاملة ومنى وبنت عم
فريد توفيق خلة واخوته باستراليا وقريبة ونسيبة عائلات الفيزى ومجدى نصر
ووليم نجيب وكامل حلقه وغبريال بطهطا
**************************************
الكرازة السنة 34 العددان 31- 32 24نوفمبر2006 م
بعد
سنوات طويلة مع الألم قضتها فى صراع مع العديد من الأمراض .. أستراحت
أخيراً من آلامها الجسدية , وتنيحت مساء يوم الثلاثاء 31/10/2006م وقد صلى
على جثمانها الطاهر فى الدير يوم 2/11/2006م أصحاب النيافة الأحبار
الأجلاء : -
نيافة الأنبا رويس (مندوباً عن قداسة البابا ) والأنبا
ميصائيل , والأنبا تادرس , والأنبا أرسانيوس , والأنبا متؤس , والأنبا
صرابامون (أم درمان) وألأنبا سلوانس , والأنبا مارتيروس , والأنبا كيرلس
آفا مينا , والأنبا أغاثون ( البرازيل )
وقد حضر مندوب عن سيادة
الرئيس , واللواء سامى سيدهم مندوباً عن وزير الداخلية , والمهندس سامى
جورج وزير البيئة , كما حضرت أيضاً رئيسات أديرة الراهبات , ولفيف من
الكهنة , والرهبان , والراهبات .
نياحاً لهذه الأم البارة وتعزيات السماء لراهبات الدير ومحبيه .
م ن ق و ل
**************************************